الصمـــــــــت القـــــــــــــاتل
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
الصمـــــــــت القـــــــــــــاتل
الصمـــــــــت القـــــــــــــاتل
يكتنف الحزن بطبعه القاسي الذي يدمي القلب وجوه الجميع، يربض بحجارة بأسه على معالم وجوههم، ويخط أثره على جباههم. والصمت يخيم على المكان ويتملك الجميع، لكن العيون كلها مشرئبة تنظر باتجاهها وكأنها تتوسل إليها أن تمسك بزمام المبادرة للكلام، وهي تخاف أن تنبس ببنت شفة، حذرة حتى لا تخرج الكلمات من فمها كرصاصة تنطلق بسرعة جنونية من فوهة بندقية صماء مجنونة لا تدرك إلا انها ينبغي أن تحقق الهدف، وهي تعلم تماما أن هذا الهدف لا يعجبهم ولا يروق لهم ولا يرضي غرورهم الذي يسري بدمائهم ويصول ويجول بأفكارهم.
بدأت تتململ محركة أطرافها لتقضي على الخدر الناعم الذي يحتل جسدها، فرفعوا رؤوسهم الثقيلة ونظروا إليها، منتظرين منها الكلام، ظانين أنها تتحرك مستعدة لإطلاق سهام كلامها من جعبة هذا الرأس الصغير العنيد الذي يزداد اصرارا على موقفه كلما حاولوا ثناءه عما يريد.
الصمت أحيانا يكون شبح مخيف تختبئ وراءه العديد من الأمور التي قد تثير الرعب في القلب البائس، الذي ينتظر كلمة تريحه وتزيح عن كاهله جبلا من الهم الذي لا يحتمله قلب ولا عقل، وهم يصممون الان على أن يبقى سيد الموقف، علَه يجرُ وراءه يأسا يجبرها على التخلي عما تريد.
صامتون، ينظرون إليها، الشرر يتطاير من أعينهم ووجناتهم شديدة الاحمرار كناية عن غضبهم الذي يخبئونه لها، لينفجر بعد ذلك مدمرا كل شيء، وهي تبادلهم صمتا بصمت، لكن أفكارا كثيرة تتزاحم على رقعة عقلها الصغير الذي لم يعد يحتمل المزيد من الضغط عليه، وربما قارب على الانفجار، لم تعد تستطيع الانتظار وهم يصممون على أن يعذبونها بالقتل البطيء، صمتهم هذا أشبه بسم مفعوله بطيء يسري في الجسد شيئا فشيئا ليدمره قبل أن يقتله، لكن الاستسلام والخنوع ليس من طبعها، وهي كعادتها ليس لديها طاقة للصبر على احتمال كل هذا التجاهل والعذاب المخبئ تحت غطاء الصمت، كان بالنسبة لها الهدوء الذي يسبق العاصفة.
قامت بسرعة تركب هاتين الرجلين اللتين ترتجفان، نظرت إلى الجميع واحدا واحدا وكأنها تلومهم وتعاتبهم، وتبرر لهم ما ستفعل، نظراتها كانت تعني لهم الكثير، لكن أحدا لم يفهم أو عل الاقل لم يرد الفهم، كانت تود لو تقول لهم: ما سأفعل هو ذنبكم، وما سيجري من صنع أفكاركم البالية التي لم يعد لها وجود في هذا الزمان، لكنها فضلت الصمت ولملمت جراح قلبها المكسور، وحملت همها على كتفيها وأطلقت ساقيها للريح معلنة التمرد على الحياة، تاركة وراءها روحا ذابلة، ووسادة مبللة بالدمع، وورقة تحمل من الكلمات ما يكفي ليفهم أنهم قتلوها قبل أن تعلق رقبتها على المقصلة بنفسها، وجسدا ميتا هامدا بلا حراك.
يكتنف الحزن بطبعه القاسي الذي يدمي القلب وجوه الجميع، يربض بحجارة بأسه على معالم وجوههم، ويخط أثره على جباههم. والصمت يخيم على المكان ويتملك الجميع، لكن العيون كلها مشرئبة تنظر باتجاهها وكأنها تتوسل إليها أن تمسك بزمام المبادرة للكلام، وهي تخاف أن تنبس ببنت شفة، حذرة حتى لا تخرج الكلمات من فمها كرصاصة تنطلق بسرعة جنونية من فوهة بندقية صماء مجنونة لا تدرك إلا انها ينبغي أن تحقق الهدف، وهي تعلم تماما أن هذا الهدف لا يعجبهم ولا يروق لهم ولا يرضي غرورهم الذي يسري بدمائهم ويصول ويجول بأفكارهم.
بدأت تتململ محركة أطرافها لتقضي على الخدر الناعم الذي يحتل جسدها، فرفعوا رؤوسهم الثقيلة ونظروا إليها، منتظرين منها الكلام، ظانين أنها تتحرك مستعدة لإطلاق سهام كلامها من جعبة هذا الرأس الصغير العنيد الذي يزداد اصرارا على موقفه كلما حاولوا ثناءه عما يريد.
الصمت أحيانا يكون شبح مخيف تختبئ وراءه العديد من الأمور التي قد تثير الرعب في القلب البائس، الذي ينتظر كلمة تريحه وتزيح عن كاهله جبلا من الهم الذي لا يحتمله قلب ولا عقل، وهم يصممون الان على أن يبقى سيد الموقف، علَه يجرُ وراءه يأسا يجبرها على التخلي عما تريد.
صامتون، ينظرون إليها، الشرر يتطاير من أعينهم ووجناتهم شديدة الاحمرار كناية عن غضبهم الذي يخبئونه لها، لينفجر بعد ذلك مدمرا كل شيء، وهي تبادلهم صمتا بصمت، لكن أفكارا كثيرة تتزاحم على رقعة عقلها الصغير الذي لم يعد يحتمل المزيد من الضغط عليه، وربما قارب على الانفجار، لم تعد تستطيع الانتظار وهم يصممون على أن يعذبونها بالقتل البطيء، صمتهم هذا أشبه بسم مفعوله بطيء يسري في الجسد شيئا فشيئا ليدمره قبل أن يقتله، لكن الاستسلام والخنوع ليس من طبعها، وهي كعادتها ليس لديها طاقة للصبر على احتمال كل هذا التجاهل والعذاب المخبئ تحت غطاء الصمت، كان بالنسبة لها الهدوء الذي يسبق العاصفة.
قامت بسرعة تركب هاتين الرجلين اللتين ترتجفان، نظرت إلى الجميع واحدا واحدا وكأنها تلومهم وتعاتبهم، وتبرر لهم ما ستفعل، نظراتها كانت تعني لهم الكثير، لكن أحدا لم يفهم أو عل الاقل لم يرد الفهم، كانت تود لو تقول لهم: ما سأفعل هو ذنبكم، وما سيجري من صنع أفكاركم البالية التي لم يعد لها وجود في هذا الزمان، لكنها فضلت الصمت ولملمت جراح قلبها المكسور، وحملت همها على كتفيها وأطلقت ساقيها للريح معلنة التمرد على الحياة، تاركة وراءها روحا ذابلة، ووسادة مبللة بالدمع، وورقة تحمل من الكلمات ما يكفي ليفهم أنهم قتلوها قبل أن تعلق رقبتها على المقصلة بنفسها، وجسدا ميتا هامدا بلا حراك.
THE AUTUMN- المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى