منتديات المهندس عمر الذيابات
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

فـقاعـــــــــة هـــــــــواء

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

فـقاعـــــــــة هـــــــــواء Empty فـقاعـــــــــة هـــــــــواء

مُساهمة  THE AUTUMN الإثنين ديسمبر 29, 2008 6:35 pm

فـقاعـــــــــة هـــــــــواء

لذلك اليوم ذكرى غريبة تحمل سيفا ذا حدين، لم أكن أدري أهو يوم يبعث الفرح والسرور في قلبي أم أنه سيسدل ستارة الكآبة على نفسي، منذ ان أطلت شمس ذلك اليوم ببطئ من خلف الجبل الذي يسند بيتي، خجولة باهتة وغطست وجهي بخيوط ذهبية داعبت وجنتي فأيقظتني من بحر النوم الذي كنت غارقة فيه، شعرت أنه يوم مختلف ومميز، لدغتني الحاسة السادسة وأخبرتني أنه لن يكون يوما عاديا ككل الأيام.

يومي كان مليء بالنشاط، مشيت مسرعة أقفز من زهرة إلى أخرى في الدنيا التي جمعتنا سويا، كنت منطلقة ومستبشره، لكنني بين الفينة والأخرى يأتيني خطب ، ينذر نذير شؤم يحذرني من المجهول، فأقف قليلا لأتأمله تم تغلب طيور السعادة المحلقة في السماء ذاك الغراب البشع الذي ينعق في أذني مرفرفة تطير بجناحيها من ركن إلى ركن في العالم الخيالي الذي ما تزال تلمع ذكراه في مخيلتي، فينقشع ضباب الخوف من عالمي هذا الذي نسج بخيوط من ذكريات ذاك اليوم، فلونت بألوان ثيابه، لكن اللون الذي غلب على المشهد هو لون عينيه.

أجلس الآن مسترخية بين نسيج الذكريات الناعم، أنظر من نافذتي المطلة على على حديقة أزهار السوسن والنرجس، وأتجول بعيني في أرجاء المكان، في هذه الثواني يغلب على عيني مشاهد ذلك فأراها تنسل خيطا تلو الآخر من خرم الابرة الذي يقف صامدا أمام عيني، لتتساقط على أرض حديقتي فتبني شجرة تغزوها أوراق من مناظر لقاءاتنا الجميلة، فتزهر وتثمر وتطرح في نهاية موسمها لقطات تبدو في غاية الرومانسية، قفزت من نافذتي وانطلقت إلى الحديقة أجمع المحصول وأرتبه وأضعه في حجرات قلبي، الآن بدأت شراييني وأوردتي تعمل بنشاط، تنشر وتوزع الدماء المعطرة بذاك المحصول إلى جميع أوصالي.

الآن أشعر أنني في قمة الانتعاش، جسدي بأكمله يقرا رواية ذلك اليوم، الرواية الرومانسية التي خطها روائي قلبي بهفواته اللطيفة . منذ صبيحة ذلك اليوم خرجت أبحث عن نظراته فأجابني بلمح البصر،ولم يكف عن النظر وعيناي تراقبه خلسة لتلتقط له الصور فتكون شاهدا على جرمه الرائع هذا، لم تكن الشاهد الوحيد بل كان هناك اخر، كانت أيضا النسمات الندية التي حملت رائحة عطره إلى رئتي، لكنها هذه المرة كانت تشهد علي. هممت بالخروج ، وقعت عيناي عليه فتشابكت النظرات، توقعت ما حصل لكن ذلك لم يمنعني من الارتباك، فخرجت مسرعة.... تبعني.... سبقني بمسافة كافية والتفت الى الخلف حيث كنت، عاد بسرعة وهو ينظر نظرته الغامضة المليئة بالأسرار، وقف بجانبي برهة، وقفت على باب حنجرته الكلمات، لا أعرف ما هي فهو لم يتجرأ على أن يخرجها لكنني توقعتها بنفسي، كل ذلك حدث في هنيهات وأنا أمشي ولم أتوقف قط حتى سبقته فعاد إلى طريقه يجر أذيال الخيبة وراءه، هذه المرة لم يستسلم بسهولة، فقد أعاد الكرَة مرة أخرى وسبقني، وقف في مكان توقع أنني سأمر منه، فوقف وقفته المعهودة التي تجعله دائما ذو شخصية باهرة، وضع يديه في جبيه ووقف يسند ظهره للحائط وقد غطت القبعة نصف جبينه لتكمل الغموض الذي يلف قامته. بعد كل هذه التجهيزات وقف مقابلا لي يعد خطواتي والثواني تنقضي وكأنها ساعات، كنت أشعر بكل خطوة أخطوها نحوه أن قلبي تزداد دقاته, حتى وصلت أمامه، فبدأ قلبي يخفق بشدة، وقف، استعد، فتح فمه ليتكلم، لكنني غيرت طريقي وعبرت أمامه وكأن شيئا لم يكن.

لم أكن أقصد أن أخذله، لكن الطريق الأخرى كانت فعلا طريقي، ولم أسلكها لمجرد أنني أريد أن أغيظه أو حتى أن أستفزه.

كنت أود لو أنني أستطيع وداعه، فأنا لا أعلم إن كان القدر سيجمعنا ثانية أم لا، التفتٌ خلفي ثانية، فوجدته يذهب مبتعدا وهم منكس الراس، عندها شعرت برغبة جامحة بالجري خلفة، لأرفع رأسه بيدي وأخرق ابتسامة في عينيه أصنعها على شفتي.

فات الأوان، لا أعلم إن كان هذا المشهد نهاية البداية أم أنه سيكون بداية النهاية، لا أعلم إلا أن قلبي في ذلك اليوم كان يرقص على إيقاع دقات قلبه الذي صنع بداخي سيمفونية حب ما خشيت إلا أن تكون مجرد فقاعة هواء!!!!!!!!!!!!.
THE AUTUMN
THE AUTUMN

المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

فـقاعـــــــــة هـــــــــواء Empty رد: فـقاعـــــــــة هـــــــــواء

مُساهمة  Admin الإثنين ديسمبر 29, 2008 11:18 pm

موضوع رائع يدل على انسانة اروع
Admin
Admin
Admin

المساهمات : 476
تاريخ التسجيل : 13/12/2008
العمر : 42
الموقع : omarwbss.banouta.net

https://omarwbss.banouta.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى