عـلبـــــــة الثقـــــــــاب
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
عـلبـــــــة الثقـــــــــاب
عـلبـــــــة الثقـــــــــاب
انطفأت الشمعة بعد أن تلاشى آخر شعاع من نورها بين ثنايا قطع الأثاث البالية الموجودة في أركان الغرفة، فدمس الظلام في المكان، في حينها كان مضطجعا على الأريكة يستحضر ظلال جميع من عرفهم في حياته فأرغمه الظلام على إغلاق عينيه للحظات ثم فتحهما من جديد وبدأ يدور بهما في أرجاء المكان، بعد أن اعتاد نظره على الظلام قام بسرعة عن أريكته ومشى حذرا في أركان الغرفة فاصطدم في طريقه بكومة الأوراق التي كانت تكمن في الزاوية القريبة من الأريكة فوقع على ركبتيه وتبعثرت الأوراق وزادت الفوضى المخيمة على المكان، قام متمهلا وعاد مواصلا طريقه نحو الطاولة التي وضع عليها الشموع وعلبة الثقاب، زاد حذره بعد أن وقع ،واستمر يتلمس الأشياء في طريقه إلى أن وصل، فأخذ شمعة جديدة ووضعها مكان القديمة ثم أخذ علبة الثقاب وفتحها ليأخذ عودا يشعل به شمعته، وفجأة دوى في سكون الليل صوت صفعة عالية، كان صوت يده وهو يهوي بها على جبينه بقوة وصوت شتماته ولعناته على الشيطان الذي أنساه أن يشتري علبة كبريت جديدة.
كان ذلك في وقت متأخر من الليل، وصاحب الدكان الموجودة على الناحية الأخرى من الشارع الذي يقع خلف بيته يغلق دكانه في وقت الغروب وينام مبكرا كالدجاج، فعاد يسب ويلعن ويشتم ولم يتوقف عن التمتمة إلى ان قطع الطريق التي يخيم عليها زحام الفوضى، وأخيرا وصل ثانية إلى أريكته.
أراد في تلك الليلة أن يعيد حساباته، وضع أمام عينيه صفحة صفراء باهتة كان قد علق عليها غبار الماضي، فبدأ ينفض ذلك الغبار شيئا فشيئا ويخط معالم الشخصيات التي قادت معارك المواقف المهمة في حياته، وكلما لمعت في ذهنه صورة لإحدى تلك الشخصيات شعر بالقرف وشرعت أمعاؤه تتقاتل وتملكه شعور بالغثيان ورغبة شديدة بالاستفراغ، ثم يطرحها جانبا ويعود بذاكرته إلى غيابات الماضي ليسترجع أخرى.
ظل على جلسته تلك فترة طويلة، لكنه بين الحين والآخر كان يحرك جسده وأطرافه ليحرر الملل الذي كان يتجمع فيها، كانت تسيطر عليه أيضا شهية عالية في ارتشاف فنجان من القهوة الساخنة يزيح عن بدنه جزء من آثار الليلة الباردة المظلمة، مما جعل شعوره بالحقد والنقمة يزداد بسبب عدم وجود عيدان ثقاب فأعاد مشهد السب والشتم واللعنة ، وكان يضع على نفسه اللوم تارة وعلى صاحب الدكان تارة أخرى، ثم عاد إلى أشباحه يحصيهم بحذر، ابتلع ريقه مرات عديدة محاولا اقناع نفسه بان ينسى التدخين في تلك الليلة " بسبب عيدان الثقاب"، وصل بقائمته الصفراء إلى آخر ايام حقبة الماضي، لكن الصفحة امتلأت ولم يعد فيها متسع، فطرحت تلك الأيام الباردة التي كانت مليئة بالمطر والثلوج ورقة جديدة تحمل لون بياض ثلجها.
استرسل بأفكاره التي كانت محلقة مع غيوم الليلة السوداء، لمع البرق فتسلل ضوءه من النافذة الصغيرة المثبتة في الجزء العلوي من الحائط المقابل له، فسطعت معه صورتها المشرقة، عندها لأول مرة في تلك الليلة ابتسم ثم ضحك ضحكة عالية شقت سكون الليل، كانت هي الصفحة الوحيدة ناصعة البياض في حياته، فقد أحبها بصدق وتنقل قلبه بحبها بين الأزهار والأشجار، حلق مع الطيور وسافر للقمر وأصبح ينافس بضيائه النجوم، لكن لم ضحك؟!!!!!!!!! ، ضحك من نفسه وعليها فقد تذكر أنه اشترى علبة ثقاب في الصباح وهو في طريقه إلى العمل ووضعها في جيبه، فمد يده إلى جيبه وأخرج علبة الثقاب، فأشعل سيجارة وعاد يتذكر حبيبته.
انطفأت الشمعة بعد أن تلاشى آخر شعاع من نورها بين ثنايا قطع الأثاث البالية الموجودة في أركان الغرفة، فدمس الظلام في المكان، في حينها كان مضطجعا على الأريكة يستحضر ظلال جميع من عرفهم في حياته فأرغمه الظلام على إغلاق عينيه للحظات ثم فتحهما من جديد وبدأ يدور بهما في أرجاء المكان، بعد أن اعتاد نظره على الظلام قام بسرعة عن أريكته ومشى حذرا في أركان الغرفة فاصطدم في طريقه بكومة الأوراق التي كانت تكمن في الزاوية القريبة من الأريكة فوقع على ركبتيه وتبعثرت الأوراق وزادت الفوضى المخيمة على المكان، قام متمهلا وعاد مواصلا طريقه نحو الطاولة التي وضع عليها الشموع وعلبة الثقاب، زاد حذره بعد أن وقع ،واستمر يتلمس الأشياء في طريقه إلى أن وصل، فأخذ شمعة جديدة ووضعها مكان القديمة ثم أخذ علبة الثقاب وفتحها ليأخذ عودا يشعل به شمعته، وفجأة دوى في سكون الليل صوت صفعة عالية، كان صوت يده وهو يهوي بها على جبينه بقوة وصوت شتماته ولعناته على الشيطان الذي أنساه أن يشتري علبة كبريت جديدة.
كان ذلك في وقت متأخر من الليل، وصاحب الدكان الموجودة على الناحية الأخرى من الشارع الذي يقع خلف بيته يغلق دكانه في وقت الغروب وينام مبكرا كالدجاج، فعاد يسب ويلعن ويشتم ولم يتوقف عن التمتمة إلى ان قطع الطريق التي يخيم عليها زحام الفوضى، وأخيرا وصل ثانية إلى أريكته.
أراد في تلك الليلة أن يعيد حساباته، وضع أمام عينيه صفحة صفراء باهتة كان قد علق عليها غبار الماضي، فبدأ ينفض ذلك الغبار شيئا فشيئا ويخط معالم الشخصيات التي قادت معارك المواقف المهمة في حياته، وكلما لمعت في ذهنه صورة لإحدى تلك الشخصيات شعر بالقرف وشرعت أمعاؤه تتقاتل وتملكه شعور بالغثيان ورغبة شديدة بالاستفراغ، ثم يطرحها جانبا ويعود بذاكرته إلى غيابات الماضي ليسترجع أخرى.
ظل على جلسته تلك فترة طويلة، لكنه بين الحين والآخر كان يحرك جسده وأطرافه ليحرر الملل الذي كان يتجمع فيها، كانت تسيطر عليه أيضا شهية عالية في ارتشاف فنجان من القهوة الساخنة يزيح عن بدنه جزء من آثار الليلة الباردة المظلمة، مما جعل شعوره بالحقد والنقمة يزداد بسبب عدم وجود عيدان ثقاب فأعاد مشهد السب والشتم واللعنة ، وكان يضع على نفسه اللوم تارة وعلى صاحب الدكان تارة أخرى، ثم عاد إلى أشباحه يحصيهم بحذر، ابتلع ريقه مرات عديدة محاولا اقناع نفسه بان ينسى التدخين في تلك الليلة " بسبب عيدان الثقاب"، وصل بقائمته الصفراء إلى آخر ايام حقبة الماضي، لكن الصفحة امتلأت ولم يعد فيها متسع، فطرحت تلك الأيام الباردة التي كانت مليئة بالمطر والثلوج ورقة جديدة تحمل لون بياض ثلجها.
استرسل بأفكاره التي كانت محلقة مع غيوم الليلة السوداء، لمع البرق فتسلل ضوءه من النافذة الصغيرة المثبتة في الجزء العلوي من الحائط المقابل له، فسطعت معه صورتها المشرقة، عندها لأول مرة في تلك الليلة ابتسم ثم ضحك ضحكة عالية شقت سكون الليل، كانت هي الصفحة الوحيدة ناصعة البياض في حياته، فقد أحبها بصدق وتنقل قلبه بحبها بين الأزهار والأشجار، حلق مع الطيور وسافر للقمر وأصبح ينافس بضيائه النجوم، لكن لم ضحك؟!!!!!!!!! ، ضحك من نفسه وعليها فقد تذكر أنه اشترى علبة ثقاب في الصباح وهو في طريقه إلى العمل ووضعها في جيبه، فمد يده إلى جيبه وأخرج علبة الثقاب، فأشعل سيجارة وعاد يتذكر حبيبته.
عدل سابقا من قبل THE AUTUMN في الإثنين ديسمبر 29, 2008 6:46 pm عدل 1 مرات
THE AUTUMN- المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
رد: عـلبـــــــة الثقـــــــــاب
الشكر الجزيل لك
لانضمامك الى اسرة المنتدى
واني اتوقع لكي مستقبلا زاهراً باذن الله
لانضمامك الى اسرة المنتدى
واني اتوقع لكي مستقبلا زاهراً باذن الله
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى