ليلــــــــــــة مـــطر
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
ليلــــــــــــة مـــطر
ليلــــــــــــة مـــطر
تحت المظلة يسكن رأساهما المتقاربان، يده تقبض على ساق المظلة بشدة لتمنعها من الطيران، يدها فوق يده، وسيول المطر القوية تتساقط بحدة فوق المظلة ثم تنحدر بسرعة على جوانبها.
اشتد البرد... جن جنون الرياح وتعالى صوت صفيرها الذي يصم الأذنين، بدأت ترتعد من شدة البرد والخوف، بعد خطوات قليلة أخذ بيدها نحو شجرة وارفة احتميا بأوراقها العريضة من زخات المطر الكثيفة، لم تكن الشجرة حاجزا لكنها على الأقل تخفف من حدة المطر المتساقط وكثافته، أغلق المظلة ومد يده في جيب معطفه الجلدي، أخرج علبة السجائر وعلبة الثقاب، تناول سيجارة وضعها في فمه وأشعلها بعود الثقاب الذي اشتعل بصعوبة ثم أعاد العلبتين إلى جيب المعطف ثم خلعه وألبسها إياه، أخذ نفسا عميقا من سيجارته ثم أمسكها بيدة اليسرى التي تحمل ساعة فضية أنيقة كانت عقاربها تشير إلى الساعة العاشرة وخمس دقائق مساء، عاد وفتح المظلة، وضعت يدها فوق يده، دسا رأسيهما تحت المظلة وبدءا السير تحت المطر من جديد، كانت خطواتهما متأنية وبطيئة وكأنها يسيران بين أزهار الربيع.. وبين الفينة والأخرى كان يأخذ نفسا عميقا من سيجارته ثم يخرج سحابة كثيفة من الدخان تستمر قليلا تحت المظلة ثم تتلاشى مختفية بين جزيئات الهواء، الوجوم مطبق على وجهيهما، وجهها الأصفر الشاحب ووجهه المقفهر الغاضب.
توالت خطواتهما المتناسقة مع زخات المطر، كان هناك انسجام كبير بين الصوتين لم يولد لديهما إلا التوتر الذي بدا جليا عليهما، يدها بدأت تدق بسرعة فوق يده التي تحمل المظلة، والغيمة المتصاعدة من بين ثنايا سيجارته كانت تتسع شيئا فشيئا لتدل على الحالة العصبية التي وصل إليها.
توقف المطر لفترة قليلة أعطته الفرصة لإغلاق المظلة، وهي خلعت المعطف الذي أصبح ثقيلا على كتفيها، دس يده في جيب المعطف مرة أخرى وأخذ سيجارة ثانية علقها بين شفتيه وأشعلها بسرعة وكأنه يستخدمها كأداة تمنعه من التكلم، بينما هي تطوي المعطف لتعلقه على يدها، قدمت سيارة مسرعة قذفتهما بمدفع من المياه القذرة المتراكمة في الحفر الكثيرة المتناثرة على طول الشارع، فكسر حاجز الصمت بالسب والشتم واللعنات على كل السيارات وسائقيها، عاد السكون يحتل المكان، وضع يديه في جيبي بنطاله ذي اللون الرمادي وحرك رأسه ببطئ باتجاهها حتى بدت عيناه مقابلتان لعينيها الواسعتين القاتمتي السواد اللتين كانتا تمتلآن بفيض من الدمع، نظرت إليه نظرة حانية ثم استرسلت دموعها على وجنتيها اللتين التهبتا من حرارة الانفعال، رفع يداه برقة ومسح دموعها، ثم ابتسم لها ابتسامة رقيقة فتحت لها لبرهة من الزمن آفاق واسعة فبادلته ابتسامة حزينة مترددة.
امتقع وجهها بالخوف وتراكمت الأفكار في عقلها، واستجمعت شجاعتها وأشاحت بوجهها عنه، تغلبت على قلبها وأعلنت التمرد عليه، قذف سيجارته وداس عليها بقدمه، قتل نيرانها كما قتلت في قلبه نيران حبه، وبقيت عيناه تركضان خلفها إلى أن اختفت، ولم تخلف وراءها إلا معطفه الأسود الذي نثرت فوقه رماد الحب المحترق.
تحت المظلة يسكن رأساهما المتقاربان، يده تقبض على ساق المظلة بشدة لتمنعها من الطيران، يدها فوق يده، وسيول المطر القوية تتساقط بحدة فوق المظلة ثم تنحدر بسرعة على جوانبها.
اشتد البرد... جن جنون الرياح وتعالى صوت صفيرها الذي يصم الأذنين، بدأت ترتعد من شدة البرد والخوف، بعد خطوات قليلة أخذ بيدها نحو شجرة وارفة احتميا بأوراقها العريضة من زخات المطر الكثيفة، لم تكن الشجرة حاجزا لكنها على الأقل تخفف من حدة المطر المتساقط وكثافته، أغلق المظلة ومد يده في جيب معطفه الجلدي، أخرج علبة السجائر وعلبة الثقاب، تناول سيجارة وضعها في فمه وأشعلها بعود الثقاب الذي اشتعل بصعوبة ثم أعاد العلبتين إلى جيب المعطف ثم خلعه وألبسها إياه، أخذ نفسا عميقا من سيجارته ثم أمسكها بيدة اليسرى التي تحمل ساعة فضية أنيقة كانت عقاربها تشير إلى الساعة العاشرة وخمس دقائق مساء، عاد وفتح المظلة، وضعت يدها فوق يده، دسا رأسيهما تحت المظلة وبدءا السير تحت المطر من جديد، كانت خطواتهما متأنية وبطيئة وكأنها يسيران بين أزهار الربيع.. وبين الفينة والأخرى كان يأخذ نفسا عميقا من سيجارته ثم يخرج سحابة كثيفة من الدخان تستمر قليلا تحت المظلة ثم تتلاشى مختفية بين جزيئات الهواء، الوجوم مطبق على وجهيهما، وجهها الأصفر الشاحب ووجهه المقفهر الغاضب.
توالت خطواتهما المتناسقة مع زخات المطر، كان هناك انسجام كبير بين الصوتين لم يولد لديهما إلا التوتر الذي بدا جليا عليهما، يدها بدأت تدق بسرعة فوق يده التي تحمل المظلة، والغيمة المتصاعدة من بين ثنايا سيجارته كانت تتسع شيئا فشيئا لتدل على الحالة العصبية التي وصل إليها.
توقف المطر لفترة قليلة أعطته الفرصة لإغلاق المظلة، وهي خلعت المعطف الذي أصبح ثقيلا على كتفيها، دس يده في جيب المعطف مرة أخرى وأخذ سيجارة ثانية علقها بين شفتيه وأشعلها بسرعة وكأنه يستخدمها كأداة تمنعه من التكلم، بينما هي تطوي المعطف لتعلقه على يدها، قدمت سيارة مسرعة قذفتهما بمدفع من المياه القذرة المتراكمة في الحفر الكثيرة المتناثرة على طول الشارع، فكسر حاجز الصمت بالسب والشتم واللعنات على كل السيارات وسائقيها، عاد السكون يحتل المكان، وضع يديه في جيبي بنطاله ذي اللون الرمادي وحرك رأسه ببطئ باتجاهها حتى بدت عيناه مقابلتان لعينيها الواسعتين القاتمتي السواد اللتين كانتا تمتلآن بفيض من الدمع، نظرت إليه نظرة حانية ثم استرسلت دموعها على وجنتيها اللتين التهبتا من حرارة الانفعال، رفع يداه برقة ومسح دموعها، ثم ابتسم لها ابتسامة رقيقة فتحت لها لبرهة من الزمن آفاق واسعة فبادلته ابتسامة حزينة مترددة.
امتقع وجهها بالخوف وتراكمت الأفكار في عقلها، واستجمعت شجاعتها وأشاحت بوجهها عنه، تغلبت على قلبها وأعلنت التمرد عليه، قذف سيجارته وداس عليها بقدمه، قتل نيرانها كما قتلت في قلبه نيران حبه، وبقيت عيناه تركضان خلفها إلى أن اختفت، ولم تخلف وراءها إلا معطفه الأسود الذي نثرت فوقه رماد الحب المحترق.
عدل سابقا من قبل THE AUTUMN في الإثنين ديسمبر 29, 2008 12:29 am عدل 1 مرات
THE AUTUMN- المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
رد: ليلــــــــــــة مـــطر
كتابات جميلة تدل على انسانة ذات
احساس راقي ومفعمة بالحب والحياة
وتقبلي مروري
احساس راقي ومفعمة بالحب والحياة
وتقبلي مروري
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى