حديقة الأزهار
4 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
حديقة الأزهار
هناك في الحقل يتجول بين الأزهار, لينتقي أجملهن, ويخرج قلبها من التراب.. ليعيد زراعتها في حوض لوحدها.. تنمو وتترعرع.. ليحصل على شجرة تحمل الصفة النقية.. وله ذلك فهو مالك الحقل لوحده دون شريك.. تتقاتل الأزهار فيما بينها, كل واحدة تتمنى ان تكون هي المختارة.. وتغرق في بحور الأوهام.. تحلق بعيداً في الفضاء.. تخرج أحلامها التي تمثلها لوحدها.. تحكي قصتها في مسرح الخيال.. وتحاول بلا جدوى عبور المتاهات التي خطَتها بيدها...
وقفت تنظر فيما اختار, اراد أن يقطف تلك الورده الجميلة... لم تقف أمام رغبته, ولكن في داخلها تمنت لو أن الزمن يرجع قليلا إلى الوراء حيث الورده لم تزل على تلك الشجرة.. وتوقف الزمن هناك!!...
وقفت تنظر فيما اختار, اراد أن يقطف تلك الورده الجميلة... لم تقف أمام رغبته, ولكن في داخلها تمنت لو أن الزمن يرجع قليلا إلى الوراء حيث الورده لم تزل على تلك الشجرة.. وتوقف الزمن هناك!!...
moon light- المساهمات : 11
تاريخ التسجيل : 18/03/2009
حديقة الازهار
ها قد أقبل فجر يوم جديد ، على عمل كل بني آدم شهيد ..
تسلل النور بلا أذن ليخترق كل النوافذ و الأبواب ،ليوقظ الناس من غفوتهم ويبث الحياة في قلوبهم النائمة ، ليثبت للجميع بأنه -رغم ضعفه – قد بدد ليلهم القاتم وطرد الكوابيس المزعجة من أحلام الأطفال ...
كنت أقف قريبة من هنا عندما هبت نسمة رقيقة مفعمة برائحة الصباح ، ملأت بها صدري ، ثم أخذت أخرجها منه ببطء ،وعندما أحسست بها متجهة نحو الجنوب ،رجوتها أن تنتظر ..حملتها رسائل أشواقي ..خفقات قلبي ..ودموع عيني ..ثم ناشدتها الله أن توصلها للحبيب هناك ...هناك ...وراء كل هذه البيوت ..ووراء هذا الجبل الأصم ..هناك في الجنوب ، مسافة بعيدة لا يبلغها بصري ...ولكن روحي تعيش هناك كل يوم ...
أسرعت النسمة بالرحيل لم تنتظر ، وتركتني أتمتم بصوت منخفض ولما أنهي رسائلي بعد ...!!
لا أدري ...هل ستبلغ تلك النسمة سلامي حقا !!
اجلس هنا يا عزيزي..اجلس لنشرب فنجان قهوتنا سويا ، اجلس ...فلدي الكثير الكثير لأخبرك عنه ...
ما أجمل الصباح !!
انظر يا عزيزي ..بامكانك أن تنظر من هنا لترى أسطح تلك المنازل المنتشرة على مد النظر ، وترى غطاء الشمس الفضي اللامع يصل اليها منزلا تلو الآخر ...
وراء كل بيت من تلك البيوت قصة طويلة ..قصة حياة ..
وراء كل منها دمعة عين أو خفقة قلب ..بطش ظالم أو دعوة مظلوم ..طفل مريض أو أم ساهرة ..ولد غائب أو والد ملتاع ..طالب يدرس أو كتاب شاك ..وطن جريح أو مجاهد مرابط ..جلاد مختال أو أسير شامخ ..فقير جائع أو درهم منتظر ..فرحة غامرة أو حبيب منتظر ..
آه يا عزيزي ...لا أدري ما ذا سأقول ، فقصص الناس كثيرة ...
ولكن ، انظر هناك ..هناك ..نعم مد بصرك قليلا ..
هناك على سطح ذلك المنزل حيث صحن الإستقبال الفضائي الذي أكله الصدئ ،وخزان الماء الذي يقف على ثلاثة قوائم وحجر رابع يسنده من الزاوية الخالية ...هل تراه ؟
حسنا ..مد بصرك أكثر ..
هل ترى نافذته الخشبية التي نفخ مياه المطر جوانبها ، وغطي زجاجها المكسور بشريط لاصق ..؟
مد بصرك أكثر ..
هل ترى تلك الشابة طويلة القامة التي تجلس قرب النافذة على مكتبها الخشبي وتضع بقربها مدفئتها الكهربائية الصغيرة ؟
هل تراها ...لقد أمسكت قلمها ومضت في خط السطور ..
أجل ..هي ذي ..إنها ( نور ) كما يدعونها !!
أخذت نفسا طويلا ، واحتسيت شفة من فنجان القهوة ، ثم قلبت نظري في السماء ...
انها قصة طويلة يا عزيزي ....
فقبل ثلاث وعشرين سنة من هذه اللحظة ، وفي ذلك البيت الصغير الدافئ ، وفي مثل هذا الوقت مع امتداد خيوط الشمس الأولى ،كانت أول صرخة لنور في هذه الدنيا ...لذا ، اقترحت أمها أن تسميها بذلك الاسم ، وكان ذلك ...
ولدت (ص ) ، لتضيف الى تلك العائلة الدافئة لونا آخر من ألوان قوس قزح ..لقد كانت تشبه أباها كثيرا ..إنها حقا ابنة أبيها !!
احتسيت شفة أخرى من فنجان القهوة ، ابتسمت ونظرت بوجه ضيفي ثم هززت رأسي ..
لقد كانت هنا فجر هذا اليوم ..استيقظت فجرا للتعهد حديقة أزهارها ، أنهت زراعة زهرتها الثالثة والعشرون ، ثم جثت على ركبتيها ، ونفضت يداها من التراب ..
هاقد انتهيت ..
جال في رأسها بحر من الأسئلة الغريبة التي تخطر في قلبها كل عام ولا تجد لها جوابا إلا الصمت والانتظار ...
يا ترى هل سيكتب لي البقاء لأغرس زهرتي التالية ؟؟!!
وكم ستتسع هذه الحديقة من أزهار ؟؟!!
هل أحسنت فيما قد أسلفت ؟!
هل ستنقذني أزهاري هذه يوما ،اذا صرت جارة لها تحت تربتها ؟؟!!
وهل ستبقى نضرة زاهية جميلة كما عهدتها ، أم ستتحول إلى أشواك وحسك وكلاليب ؟؟!!
وضعت يدي على خدي ، واحتسيت شفة أخرى من فنجان القهوة ، وخلال بضع دقائق ، مرّت أمام ناظري أحداث ثلاث وعشرين سنة كاملة ..مرت أمام ناظري بسرعة وتسلسل ودقة كشريط فيديو مسجل ...كل شيء مسجل ..كل شيء كما هو لم يتغير ...من الطفولة إلى الشباب ..استعدت ذكريات كل شيء !!
يالها من حياة طويلة .....قصيرة .....أعجب بها من حياة !!
تأملت أزهاري طويلا ...ثم لم أشعر إلا ودمعتي التي كنت أحبسها قد أفلتت مني وسقطت على الأرض لتروي تربة زهرتي الثالثة والعشرين ...
مسحت خدي ، واحتسيت الشربة الأخيرة من فنجان القهوة ، وأثناء ذلك ، هبت نسمة عليلة ذو رائحة زكية ، حسبتها قادمة من الجنوب ...من تلك البلاد ...
لا أدري لماذا شعرت أن النسمة قد أدت الأمانة وبلغت سلامي له ثم عادت ..
أشرقت ابتسامتي من جديد ، وهمست بصوت منخفض : [ وعليك الصلاة والسلام ]
تسلل النور بلا أذن ليخترق كل النوافذ و الأبواب ،ليوقظ الناس من غفوتهم ويبث الحياة في قلوبهم النائمة ، ليثبت للجميع بأنه -رغم ضعفه – قد بدد ليلهم القاتم وطرد الكوابيس المزعجة من أحلام الأطفال ...
كنت أقف قريبة من هنا عندما هبت نسمة رقيقة مفعمة برائحة الصباح ، ملأت بها صدري ، ثم أخذت أخرجها منه ببطء ،وعندما أحسست بها متجهة نحو الجنوب ،رجوتها أن تنتظر ..حملتها رسائل أشواقي ..خفقات قلبي ..ودموع عيني ..ثم ناشدتها الله أن توصلها للحبيب هناك ...هناك ...وراء كل هذه البيوت ..ووراء هذا الجبل الأصم ..هناك في الجنوب ، مسافة بعيدة لا يبلغها بصري ...ولكن روحي تعيش هناك كل يوم ...
أسرعت النسمة بالرحيل لم تنتظر ، وتركتني أتمتم بصوت منخفض ولما أنهي رسائلي بعد ...!!
لا أدري ...هل ستبلغ تلك النسمة سلامي حقا !!
اجلس هنا يا عزيزي..اجلس لنشرب فنجان قهوتنا سويا ، اجلس ...فلدي الكثير الكثير لأخبرك عنه ...
ما أجمل الصباح !!
انظر يا عزيزي ..بامكانك أن تنظر من هنا لترى أسطح تلك المنازل المنتشرة على مد النظر ، وترى غطاء الشمس الفضي اللامع يصل اليها منزلا تلو الآخر ...
وراء كل بيت من تلك البيوت قصة طويلة ..قصة حياة ..
وراء كل منها دمعة عين أو خفقة قلب ..بطش ظالم أو دعوة مظلوم ..طفل مريض أو أم ساهرة ..ولد غائب أو والد ملتاع ..طالب يدرس أو كتاب شاك ..وطن جريح أو مجاهد مرابط ..جلاد مختال أو أسير شامخ ..فقير جائع أو درهم منتظر ..فرحة غامرة أو حبيب منتظر ..
آه يا عزيزي ...لا أدري ما ذا سأقول ، فقصص الناس كثيرة ...
ولكن ، انظر هناك ..هناك ..نعم مد بصرك قليلا ..
هناك على سطح ذلك المنزل حيث صحن الإستقبال الفضائي الذي أكله الصدئ ،وخزان الماء الذي يقف على ثلاثة قوائم وحجر رابع يسنده من الزاوية الخالية ...هل تراه ؟
حسنا ..مد بصرك أكثر ..
هل ترى نافذته الخشبية التي نفخ مياه المطر جوانبها ، وغطي زجاجها المكسور بشريط لاصق ..؟
مد بصرك أكثر ..
هل ترى تلك الشابة طويلة القامة التي تجلس قرب النافذة على مكتبها الخشبي وتضع بقربها مدفئتها الكهربائية الصغيرة ؟
هل تراها ...لقد أمسكت قلمها ومضت في خط السطور ..
أجل ..هي ذي ..إنها ( نور ) كما يدعونها !!
أخذت نفسا طويلا ، واحتسيت شفة من فنجان القهوة ، ثم قلبت نظري في السماء ...
انها قصة طويلة يا عزيزي ....
فقبل ثلاث وعشرين سنة من هذه اللحظة ، وفي ذلك البيت الصغير الدافئ ، وفي مثل هذا الوقت مع امتداد خيوط الشمس الأولى ،كانت أول صرخة لنور في هذه الدنيا ...لذا ، اقترحت أمها أن تسميها بذلك الاسم ، وكان ذلك ...
ولدت (ص ) ، لتضيف الى تلك العائلة الدافئة لونا آخر من ألوان قوس قزح ..لقد كانت تشبه أباها كثيرا ..إنها حقا ابنة أبيها !!
احتسيت شفة أخرى من فنجان القهوة ، ابتسمت ونظرت بوجه ضيفي ثم هززت رأسي ..
لقد كانت هنا فجر هذا اليوم ..استيقظت فجرا للتعهد حديقة أزهارها ، أنهت زراعة زهرتها الثالثة والعشرون ، ثم جثت على ركبتيها ، ونفضت يداها من التراب ..
هاقد انتهيت ..
جال في رأسها بحر من الأسئلة الغريبة التي تخطر في قلبها كل عام ولا تجد لها جوابا إلا الصمت والانتظار ...
يا ترى هل سيكتب لي البقاء لأغرس زهرتي التالية ؟؟!!
وكم ستتسع هذه الحديقة من أزهار ؟؟!!
هل أحسنت فيما قد أسلفت ؟!
هل ستنقذني أزهاري هذه يوما ،اذا صرت جارة لها تحت تربتها ؟؟!!
وهل ستبقى نضرة زاهية جميلة كما عهدتها ، أم ستتحول إلى أشواك وحسك وكلاليب ؟؟!!
وضعت يدي على خدي ، واحتسيت شفة أخرى من فنجان القهوة ، وخلال بضع دقائق ، مرّت أمام ناظري أحداث ثلاث وعشرين سنة كاملة ..مرت أمام ناظري بسرعة وتسلسل ودقة كشريط فيديو مسجل ...كل شيء مسجل ..كل شيء كما هو لم يتغير ...من الطفولة إلى الشباب ..استعدت ذكريات كل شيء !!
يالها من حياة طويلة .....قصيرة .....أعجب بها من حياة !!
تأملت أزهاري طويلا ...ثم لم أشعر إلا ودمعتي التي كنت أحبسها قد أفلتت مني وسقطت على الأرض لتروي تربة زهرتي الثالثة والعشرين ...
مسحت خدي ، واحتسيت الشربة الأخيرة من فنجان القهوة ، وأثناء ذلك ، هبت نسمة عليلة ذو رائحة زكية ، حسبتها قادمة من الجنوب ...من تلك البلاد ...
لا أدري لماذا شعرت أن النسمة قد أدت الأمانة وبلغت سلامي له ثم عادت ..
أشرقت ابتسامتي من جديد ، وهمست بصوت منخفض : [ وعليك الصلاة والسلام ]
رد: حديقة الأزهار
عليه الصلاة والسلام...
يا الله لقد غرقت في بحر من الاحلام وأنا أقرا لك هذا الابداع شكرا جزيلا لك لقد احسست بمشاعر لم احسها من قبل فسلمت يداك........مع أطيب الأمنيات
يا الله لقد غرقت في بحر من الاحلام وأنا أقرا لك هذا الابداع شكرا جزيلا لك لقد احسست بمشاعر لم احسها من قبل فسلمت يداك........مع أطيب الأمنيات
pinkrose2008- المساهمات : 109
تاريخ التسجيل : 25/01/2009
العمر : 35
ماشاء الله
ماشاء الله على هالابداعات الرائعه
واهلا وسهلا في المنتدى
وانشالله دائما تتحفينا بالمشاركات الحلوه متل هيك
واهلا وسهلا في المنتدى
وانشالله دائما تتحفينا بالمشاركات الحلوه متل هيك
THE AUTUMN- المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى