في طريق الشيطان
2 مشترك
صفحة 1 من اصل 1
في طريق الشيطان
جعبته كانت مليئة بسهام مسمومة صوبها باتجاهها، وتدرب كثيرا قبل تسديدها، حضر نفسه لذلك وهو يقود سيارته المنطلقة بسرعة نحو الجحيم، أجواء عقله امتلأت بالضباب الذي دنا منه ليختلط مع بذور الخير القليلة التي طرحتها بنفسها داخله، فتناثرت في شتى أنحاء روحه السوداء، ثم عاد ليطيرها برياح شره القوية. عد الأمتار التي قطعتها السيارة مع نفاد صبره ليلقي إليها نبأ انتصار شيطانه على ملاكها الذي طالما حاول أن يروضه، ويشعل شمعة صغيرة تنير ولو جزءا بسيطا من قلبه وتزرع فيه الحب.
هذا الحب الذي أوقعها في شباكه، كانت تعرف أنه ذا شخصية حقيرة في نظر الناس لكنها دائما كانت تقنع نفسها أنهم لا يستطيعون رؤية الإنسان الذي بداخله كما تراه هي، كانت تجاهد نفسها حتى لا تدع أي شعور يدعوها إلى كرهه أو يقلل من شأنه يتسرب إليها، كانت كلما اقتربت منها هذه المشاعر وقللت المسافة بينها تركض مسرعة لتبتعد عنها أكثر وأكثر وتقربه من نفسها.
حبها له كان وسيلة تسلية ناجحة، يتسلى بها كما يحلو له، ويشبع غروره بإعجابها به، واكتشف من خلالها موهبته وقدرته الفائقة على التمثيل، أظنها كانت متأكدة أنه كاذب، لكنها أحبت أن تساهم في خداع نفسها، فكانت تقنع نفسها أنه يحبها، وأنها فعلا قريبة من نفسه، واستمرت في محاولاتها الفاشلة لترويض شخصيته الشرسة، لم تيأس ودخلت في رهان مع نفسها بأنها لن تيأس.
لفترة قليلة بدأت تشعر أنه يستجيب لدرجة بسيطة معها، وأن الخير القليل الذي بذرته داخله بدأ ينمو ويكبر، فأخذتها أحلام اليقظة إلى التخيل أن بذورها ستكبر وتصبح شجرة تفيء بظلالها وتغطي على طباعه وصفاته الشريرة، وخيالها قادها إلى ما بعد ذلك، ووضعت خططا للمستقبل ونسجت حياة كانت ضربا من ضروب الخيال.
جعلها تغوص في آمالها التي كان يعرف تماما أنها لن تتحقق، فالشر طبعه والطبع دائما يغلب التطبع، ربما بدأ يحبها فعلا، فلم تهن عليه نفسه فقرر أن ينهي اللعبة حالا كي لا تتطور معه الأمور، وليقطع حبها الذي بدأ يغزو قلبه من الجذور قبل أن يتغلغل إلى الصميم.
أراد أن يلعب بقلبها، هاتفها، أسمعها معسول الكلام، وأقنعها أن حبها بدأ يسري في جسده مع الدم، واعدها و ركب سيارته وطار بها بسرعة الريح. كان يعد الأمتار تنازليا نحو بيتها، ويستحضر قوى الشر المتمركزة في داخله، ويستجمع أفكاره الشيطانية، ويحبك الموقف؛ ليقول لها بكل بساطة: وداعا.
سار متعجلا في طريق الشيطان، وسرح بخياله إلى اللحظة التي سيرفع فيها يديه إليها ليقول لها وداعا، ترك المقود وبدأ يلوح بيديه مودعا.
تلك هي نقطة الصفر في العد التنازلي، اصطدمت سيارته بحائط بيتها، انقلبت السيارة،، وودعها فعلا لكن بطريقة أخرى.
THE AUTUMN- المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
الاديبه المتفوقه
شكراً لكي
وحقيقتاً تستحقي وسام افضل موضوع
فالف الف مببببببببببببببببببببببببببببببرررررررررررووووووووووووووكككككككككككككككك
وحقيقتاً تستحقي وسام افضل موضوع
فالف الف مببببببببببببببببببببببببببببببرررررررررررووووووووووووووكككككككككككككككك
شكرا
Admin كتب:شكراً لكي
وحقيقتاً تستحقي وسام افضل موضوع
فالف الف مببببببببببببببببببببببببببببببرررررررررررووووووووووووووكككككككككككككككك
شكرا جزيلا
على هذا الاطراء، واتمنى ان استحقه فعلا
لا أن يكون مجرد مجامله ، فانا أتوق دائما إلى النقد البناء.
THE AUTUMN- المساهمات : 430
تاريخ التسجيل : 27/12/2008
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى